الفرق بين الحديث القدسي والحديث النبوي
--------------------------------------------------------------------------------
إن المقصود من الحديث النبوي، هو الحديث الذي يحكي قول النبي محمد (ص)، أو فعله، أو تقريره.
أما الحديث القدسي أو الإلهي أو الرباني أو أسرار الوحي : هو كل حديث يضيف فيه المعصوم (عليه السلام) قولا إلى الله - سبحانه وتعالى -، ولم يرد في القرآن الكريم.
أو قل : هو الكلام المنزل بألفاظ بعثها في ترتيبها بعينه، لا لغرض الإعجاز، نظير قوله تعالى : (الصوم لي وأنا أجزي عليه " أو به ").
وبذا افترق عن القرآن، الذي هو الكلام المنزل بألفاظه المعينة، في ترتيبها المعين للإعجاز.. كما أنه بخلاف الحديث النبوي، الذي هو الوحي إليه (صلوات الله عليه)، بمعناه لا بألفاظه.
أما وجه إضافة الحديث القدسي إلى القدس، فلأنها الطهارة والتنزيه.. وإلى الإله والرب، لأنه صادر منه، وهو المتكلم به، والمنشئ لـه.. وإن كان جميعها صادراً بوحي إلهي، لأن الرسول (ص) : (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى)، من هنا كان من أسرار الوحي.
والحاصل ـ كما قيل ـ أن الحديث القدسي ما كان لفظه من عند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومعناه من عند الله - تبارك وتعالى - بالإلهام أو المنام أو غيرهما.. وأما القرآن فإن اللفظ والمعنى منه سبحانه، ولذا فُضّل عليه.
وقـد ذكـر فـي فـوائد الأمير حميد الدين ـ كما في كشاف اصطلاحات الفنون : 2 / 15 ـ أن الفرق بين القرآن والحديث القدسي على ستة أوجه :
الأول : أن القرآن معجز، والحديث القدسي لا يلزم أن يكون معجزاً.
الثاني : أن الصلاة لا تكون إلا بالقرآن، بخلاف الحديث القدسي.
الثالث : أن جاحد القرآن يكفر، بخلاف جاحد الحديث القدسي.
الرابع : أن القرآن لابد فيه من كون جبرئيل عليه السلام وسيلة بين النبي (صلى الله عليه وآله) وبين الله تعالى، بخلاف الحديث القدسي.
الخامس : أن القرآن يجب أن يكون لفظه من الله تعالى، وفي الحديث القدسي يجوز أن يكون لفظه من النبي (صلى الله عليه وآله).
السادس : أن القرآن لا يمسّ إلا مع الطهارة، والحديث القدسي يجوز مسه من المحدث